فلسطين المحتلة - شبكة قُدس: تصاعدت وتيرة الاحتجاجات العالمية، للمطالبة لإنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة ووقف هندسة التجويع، إذ خرجت مسيرات حاشدة في قارات مختلفة للتنديد بحرب الإبادة والمطالبة بوقف فوري للحرب، وإدخال المساعدات الإنسانية، ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.

في أوروبا، شهدت العاصمة الدانماركية كوبنهاغن مظاهرة دعا المشاركون فيها حكومتهم إلى ممارسة ضغوط أكبر على الاحتلال الإسرائيلي وفرض عقوبات عليها، متهمين بلادهم بالتواطؤ في الجرائم الجارية.

وفي السويد، خرجت مسيرة في مدينة مالمو تطالب بإنهاء الحرب ووقف التجويع المفروض على غزة، ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ما وصفوه بالفظائع.

 أما في اليونان، فقد تظاهر المئات في مدينة سالونيك شمال شرقي البلاد، بمشاركة نقابات عمالية وأحزاب يسارية وطلاب جامعيين، حيث رفعوا لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية" و"الحرية لفلسطين"، ووضعوا مجسمات لأطفال مكفنين أمام القنصلية الأميركية احتجاجًا على مقتل الأطفال الفلسطينيين بدعم أميركي. ومن المرتقب أن تشهد العاصمة أثينا مظاهرات مشابهة لاحقًا.

وفي آسيا، شهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور "مسيرة صمود الأرخبيل من أجل غزة"، ضمن موجة احتجاجات إقليمية. 

كما احتشد الآلاف في مدينة باندونغ الإندونيسية تضامنًا مع سكان غزة في مواجهة المجاعة والعدوان، حيث طالبت الجمعيات المنظمة برفع الحصار عن القطاع، وحثت وسائل الإعلام على إبراز الانتهاكات الإسرائيلية، فيما رفع ناشطون لافتات تدعو إلى وقف قتل الصحفيين في غزة.

أما في أفريقيا، فقد خرجت مظاهرة في السنغال للتضامن مع الفلسطينيين، ورفع المتظاهرون شعارات تدين الاحتلال الإسرائيلي وتتهمه بممارسة الإبادة العنصرية بحق سكان القطاع المحاصر.

وشهدت أستراليا واحدة من أوسع موجات التضامن مع غزة، إذ خرجت مظاهرات ضخمة في عدة مدن وُصفت بغير المسبوقة. ففي ملبورن، انطلقت مسيرة حاشدة من أمام مكتبة ولاية فيكتوريا إلى البرلمان، امتلأت بالأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بقتل الأطفال وتجويع السكان، فيما رفع شبان صورًا لصحفيي الجزيرة المستهدفين بغزة، مكتوبًا عليها "الصحافة ليست جريمة". 

كما شهدت بريسبان مظاهرة ضخمة وثقتها لقطات جوية، وأخرى مماثلة في سيدني وكانبيرا وبيرث وأديلايد. ووصفت شبكة "إيه بي سي نيوز" الاحتجاجات بأنها من أكبر المظاهرات في تاريخ البلاد، مؤكدة أن مطالب المتظاهرين شملت وقف تجارة السلاح مع الاحتلال الإسرائيلي وفرض عقوبات اقتصادية عليها.

وتأتي هذه الموجة العالمية من التضامن بينما يواصل قطاع غزة النزف تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر حتى اليوم عن استشهاد 62,686 فلسطينيًا وإصابة 157,951 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، وتهجير مئات الآلاف. كما أدى الحصار والتجويع إلى وفاة 289 مدنيًا بينهم 115 طفلًا، في مشهد يوصف بأنه كارثة إنسانية غير مسبوقة.